استاد سید علی اصغر موسوی

استاد سید علی اصغر موسوی

انعکاس ادبیات فاخر شیعی ،نقدو تحقیق وشرح مبانی نظریه "مکتب شعر دینی درایران"
استاد سید علی اصغر موسوی

استاد سید علی اصغر موسوی

انعکاس ادبیات فاخر شیعی ،نقدو تحقیق وشرح مبانی نظریه "مکتب شعر دینی درایران"

مکتب فاطمه الزهراء

هویة التشیع
الشیخ الدکتور : أحمد الوائلی

3 مقدمة الطبعة الثانیة و الأولى
11 التشیع لغة - طور التشیع

الباب الأول و فیه فصول

23 الفصل الأول : متى بدأ التشیع
29 الفصل الثانی : الأدلة على تکون التشیع أیام النبی ( ص )
33 الفصل الثالث : رواد التشیع الأوائل - تعقیب على الرواد من الشیعة
40 الفصل الرابع : الشیعة غیر الروافض - أسباب الشتم

الباب الثانی و فیه فصول

51 الفصل الأول : فارسیة التشیع - تعقیب
62 الفصل الثانی : أقوال الباحثین فی فارسیة التشیع - تعقیب على الأقوال
72 أسباب دخول الفرس للتشیع فی نظرة السنة - الإجابة على أسباب دخول الفرس للتشیع
80 الفصل الثالث : هویة التشیع العرقیة و آراء الباحثین فیها - مقومات الهویة العرقیة
88 الفصل الرابع : أئمة الشیعة هم - السنة و الفرس - إیران السنیة
94 الفصل الخامس : اللغة و المذاهب الإسلامیة - المذاهب الأربعة - أصحاب الصحاح - شریحة ثالثة
99 نموذجان من السنة الفرس - مثال ثالث
107 أسباب رمی التشیع بالفارسیة - کیف صار الفرس شیعة

الباب الثالث : هویة التشیع العقائدیة و فیه فصول

119 الفصل الأول : التوطئة - قول للشعبی - تعقیبان - عقائدهم بأقلامهم
129 الفصل الثانی : عبدالله بن سبأ - من الذی حاک عبدالله بن سبأ - آراء فی عبدالله بن سبأ
141 الفصل الثالث : لماذا تنسب الشیعة لابن سبأ
145 عصمة الأئمة و أدلتها العقلیة و النقلیة
148 موقف السنة من العصمة - رأی ابن تیمیة و جمهور السنة  بالعصمة
153 الفصل الرابع : مناقشة کتاب نشأة الآراء و المذاهب الکلامیة - تعقیب
158 السنة و علم الغیب
165 موقفنا من الغلو و الغلاة - آراء بعض الباحثین - أین موضع الغلو
174 الفصل الخامس : عقیدتنا فی المهدی
180 عقیدة المسلمین بالمهدی - المردود الإیجابی فی عقیدة المهدی - المردود السلبی فی عقیدة المهدی
186 التقیة و أحکامها - أقوال فرق المسلمین فیها

الباب الرابع : نماذج من الافتراءات على الشیعة

197 النموذج الأول : الجمع بین النساء
202 النموذج الثانی : الشک فی النبوة
207 النموذج الثالث : رمی التشیع بالشعوبیة - أسباب نشوء الشعوبیة - مظاهر الشعوبیة
211 شعراء الشیعة
214 الشعبیون البارزون لیس من الشیعة

الفصل الثانی الأدلة على تکون التشیع أیام النبی

 1 - النصوص التاریخیة على وصف جماعة بالتشیع أیام النبی ( ص ) وقد مرت الإشارة لذلک ، ولهذا یقول الحسن بن موسى النوبختی عند تحدیده للشیعة : فالشیعة فرقة علی بن أبی طالب المسمون بشیعة علی فی زمن النبی - ثم عدد جماعة منهم وقال : - وهم أول من سمی باسم التشیع لأن اسم التشیع کان قدیما لشیعة إبراهیم ( 1 ) .

 2 - ما علیه جمهور الباحثین والمؤرخین الذین ذهبوا إلى أن التشیع ظهر یوم السقیفة فإن ذلک ینهض دلیلا على وجوده أیام النبی ( ص ) لأنه من غیر المعقول أن یتبلور التشیع بأسبوع واحد - أی المدة بین وجود الرسول ووفاته بحیث یتخذ جماعة من الناس مواقف معینة ویتضح لهم اتجاه له میزاته وخواصه فإن مثل هذه الآراء تحتاج فی تکوینها وتبلورها إلى وقت لیس بالقلیل وکل من له إلمام بحوادث السقیفة وموقف الممتنعین عن بیعة أبی بکر وحجاجهم فی ذلک الموضوع یجزم بأن تلک المواقف لم تتکون بوقت قصیر وبسرعة کهذه السرعة وذلک لوجود اتجاهات متبلورة وتأصل فی طرح نظریات معینة .

 3 - إن من غیر المعقول أن ترد على لسان النبی ( ص ) أحادیث فی تفضیل

 

( 1 ) الفرق والمقالات للنوبختی باب تعریف الشیعة . ( * )

 

 

- ص 30 -

الإمام علی ( ع ) والإشارة إلى مؤهلاته ثم یقف المسلمون من ذلک موقف غیر المبالی وهم من هم فی إیمانهم وطاعتهم للرسول ( ع ) ولا سیما والمواقف فی ذلک قد تعددت وسأذکر لک منها .

 أ - الموقف الأول : عندما نزل قوله تعالى : * ( وَأَنذِرْ عَشِیرَتَکَ الْأَقْرَبِینَ ) * 214 / من سورة الشعراء قال المؤرخون : إن النبی ( ص ) دعا علیا ( ع ) وأمره أن یصنع طعاما ویدعو آل عبد المطلب وعددهم یومئذ أربعون رجلا وبعد أن أکلوا وشربوا من لبن أعد لهم قام النبی ( ص ) وقال : یا بنی عبد المطلب إنی والله ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتکم به إنی قد جئتکم بخیر الدنیا والآخرة وقد أمرنی الله أن أدعوکم إلیه فأیکم یؤازرنی على هذا الأمر على أن یکون أخی ووصیی وخلیفتی فیکم فأحجم القول عنها جمیعا - یقول علی - وقلت وإنی لأحدثهم سنا وأرمصهم عینا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا : أنا یا نبی الله أکون وزیرک علیه فأخذ برقبتی ثم قال : إن هذا أخی ووصیی وخلیفتی فیکم فاسمعوا له وأطیعوا ، فقام القوم یضحکون ویقولون لأبی طالب : قد أمرک أن تسمع لابنک وتطیع ( 1 ) .

 ب - الموقف الثانی : یقول أبو رافع القبطی مولى رسول الله ( ص ) : دخلت على النبی وهو یوحى إلیه فرأیت حیة فنمت بینها وبین النبی لئلا یصل إلیه أذى منها حتى انتهى عنه الوحی فأمرنی بقتلها وسمعته یقول : الحمد لله الذی أکمل لعلی منته وهنیئا لعلی بتفضیل الله إیاه . . وبعد أن قرأ قوله تعالى : * ( إِنَّمَا وَلِیُّکُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِینَ آمَنُواْ الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاَةَ وَیُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَهُمْ رَاکِعُونَ ) 55 / المائدة .

وقد أجمع أعلام أهل السنة والشیعة على نزول هذه الآیة فی علی ( ع ) ومنهم السیوطی فی الدر المنثور عند تفسیر الآیة المذکورة وکذلک الرازی فی مفاتیح الغیب والبیضاوی فی

 

( 1 ) تاریخ الطبری ج 2 ص 216 ، وتاریخ ابن الأثیر ج 2 ص 28 . ( * )

 

 

- ص 31 -

تفسیر والزمخشری فی الکشاف والثعلبی فی تفسیره والطبرسی فی مجمع البیان وغیرهم من أعلام المفسرین والمحدثین .

ومن الغریب أن یقف الآلوسی فی تفسیره روح المعانی موقفا یمثل الإسفاف والرکة فی دفع هذه الآیة عن علی ( ع ) ویریک کیف یهبط التعصب بالإنسان إلى درک مقیت وإلى تهافت غیر معهود .

وإن المرء لیستغرب من هذا الرجل فإن له مواقف متناقضة من علی ( ع ) فتارة یعطیه حقه وأخرى یقف منه موقفا متشنجا وبوسع کل من قرأ الآلوسی فی مؤلفاته أن یرى هذه الظاهرة .

 ج‍ - الموقف الثالث : موقف النبی ( ص ) یوم غدیر خم وذلک عند نزول الآیة : * ( یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ یَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ ) * 69 / المائدة . وعندها أوقف النبی ( ص ) الرکب وصنعوا له منبرا من أحداج الإبل خطب علیه خطبته المعروفة ثم أخذ بید علی وقال : ألست أولى بالمؤمنین من أنفسهم ؟ قالوا : بلى ، فکررها ثلاثا ثم قال : " من کنت مولاه فهذا علی مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاده وانصر من نصره واخذل من خذله " فلقیه الخلیفة الثانی فقال : هنیئا لک یا ابن أبی طالب أصبحت مولای ومولى کل مؤمن ومؤمنة .

وقد ذکر الرازی فی سبب نزول الآیة عشرة وجوه ومنها أنها نزلت فی علی ( ع ) ثم عقب بعد ذلک بقوله : وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علی - یرید الباقر - ( 1 ) إن حدیث الغدیر أخرجه جماعة من حفاظ أهل السنة وقد رواه ابن حجر فی صواعقه عن ثلاثین صحابیا ونص على أن طرقه صحیحة وبعضها حسن ( 2 ) .

وأورده ابن حمزة الحنفی مخرجا له عن أبی الطفیل عامر بن واثلة بهذه

 

( 1 ) تفسیر الرازی ج 3 ص 431 .

( 2 ) الصواعق المحرقة الباب الثانی من الفصل التاسع ( * ) .

 

 

- ص 32 -

الصورة . قال : إن أسامة بن زید قال لعلی : لست مولای إنما مولای رسول الله ( ص ) فقال النبی ( ص ) : کأنی قد دعیت فأجبت إنی تارک فیکم الثقلین أحدهما أکبر من الآخر کتاب الله وعترتی أهل بیتی فانظروا کیف تخلفونی فیهما فإنهما لن یفترقا حتى یردا علی الحوض إن الله مولای وأنا مولى کل مؤمن من کنت مولاه فعلی مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ( 1 ) .

وقد ألف فی موضوع الغدیر من السنة والشیعة ست وعشرون مؤلفا ( 2 ) ولا أرید التحدث بصراحة حدیث الغدیر فی أولویة الإمام علی ( ع ) وتقدیمه على کافة الصحابة فإن الأمر قد أشبع من قبل الباحثین ولکنی أرید أن أسائل الدکتور أحمد شلبی الذی یقول إن حدیث الغدیر لم یرد له ذکر إلا فی کتب الشیعة ، فأقول له هل هناک شئ من الشعور بالمسؤولیة عندک وعند أمثالک ممن یرمون الکلام على عواهنه فأنت تحمل أمانة للأجیال فمن الأمانة هذا القول إن کتب أهل نحلتک وحفاظ قومک أوردت الحدیث بمصادره الموثوقة فإذا کنت لا تقرأ أو تقرأ ولا ترید أن تعرف فاسکت یرحمک الله فهو خیر لک من التعرض أما لنسبة الجهل أو العصبیة ، ولا یقل عن الدکتور شلبی من یذهب إلى أن لفظ المولى هنا إنما یراد منه ابن العم فهو أحد معانی هذه اللفظة المشترکة ولا رد لی على هذا إلا أن أقول : اللهم ارحم عقولنا من المسخ .

إن هذه مجرد أمثلة من مواقف النبی ( ص ) فی التنویه بفضل علی ( ع ) ولا یمکن أن تمر هذه المواقف والکثیر الکثیر من أمثالها دون أن تشد الناس لعلی ودون أن تدفعهم للتعرف على هذا الإنسان الذی هو وصی النبی ، الذی یشرکه القرآن بالولایة العامة مع الله تعالى ورسوله ( ص ) ثم لا بد للمسلمین من إطاعة هذه الأوامر التی وردت بالنصوص والالتفات حول من وردت فیه ذلک هو معنى التشیع الذی نقول : إن النبی ( ص ) هو الذی بذر بذرته وقد أینعت فی حیاته وعرف جماعة بالتشیع لعلی والالتفات حوله وللتدلیل على ذلک سأذکر لک أسماء الرعیل الأول من الصحابة الذین عرفوا بتشیعهم وولائهم للإمام علی علیه السلام .

 

( 1 ) البیان والتعریف ج 2 ص 136 .

( 2 ) أعیان الشیعة ج 3 باب الغدیر . ( * )

 

 الفصل الثالث رواد التشیع الأوائل

جندب بن جنادة ، أبو ذر الغفاری وعمار بن یاسر ، سلمان الفارسی ، المقداد بن عمر بن ثعلبة الکندی ، حذیفة بن الیمان صاحب سر النبی ، خزیمة ابن ثابت الأنصاری ذو الشهادتین ، الخباب بن الأرت الخزاعی أحد المعذبین فی الله ، سعد بن مالک أبو سعید الخدری ، أبو الهیثم بن التیهان الأنصاری ، قیس ابن سعد بن عبادة الأنصاری ، أنس بن الحرث بن منبه أحد شهداء کربلاء ، أبو أیوب الأنصاری خالد بن زید الذی استضافه النبی ( ص ) عند دخوله للمدینة ، جابر بن عبد الله الأنصاری أحد أصحاب بیعة العقبة ، هاشم بن أبی وقاص المرقال فاتح جلولاء ، محمد بن الخلیفة أبی بکر تلمیذ علی وربیبه ، مالک بن الحرث الأشتر النخعی ، مالک بن نویرة ردف الملوک الذی قتله خالد بن الولید ، البراء ابن عازب الأنصاری ، أبی بن کعب سید القراء ، عبادة بن الصامت الأنصاری ، عبد الله بن مسعود صاحب وضوء النبی ( ص ) ومن سادات القراء ، أبو الأسود الدؤلی ، ظالم بن عمیر واضع أسس النحو بأمر الإمام علی ، خالد بن سعید بن أبی عامر بن أمیة بن عبد شمس خامس من أسلم ، أسید بن ثعلبة الأنصاری من أهل بدر ، الأسود بن عیسى بن وهب من أهل بدر ، بشیر ابن مسعود الأنصاری من أهل بدر ومن القتلى بواقعة الحرة بالمدینة ، ثابت أبو فضالة الأنصاری من أهل بدر ، الحارث بن النعمان بن أمیة الأنصاری من أهل بدر ، رافع بن خدیج الأنصاری ممن شهد أحدا ولم یبلغ وأجازه النبی ( ص ) ،

- ص 34 -

کعب بن عمیر بن عبادة الأنصاری من أهل بدر ، سماک بن خرشة أبو دجانة الأنصاری من أهل بدر ، سهیل بن عمرو الأنصاری من أهل بدر ، عتیک بن التیهان من أهل بدر ، ثابت بن عبید الأنصاری من أهل بدر ، ثابت بن حطیم ابن عدی الأنصاری من أهل بدر ، سهیل بن حنیف الأنصاری من أهل بدر ، أبو مسعود عقبة بن عمر من أهل بدر ، أبو رافع مولى رسول الله ( ص ) الذی شهد مشاهده کلها مع مشاهد علی ( ع ) وممن بایع البیعتین العقبة والرضوان وهاجر الهجرتین للحبشة مع جعفر وللمدینة مع المسلمین ، أبو بردة بن دینار الأنصاری من أهل بدر ، أبو عمر الأنصاری من أهل بدر ، أبو قتادة الحارث بن ربعی الأنصاری من أهل بدر ، عقبة بن عمر بن ثعلبة الأنصاری من أهل بدر ، قرظة بن کعب الأنصاری ، بشیر بن عبد المنذر الأنصاری أحد النقباء ببیعة العقبة ، یزید بن نویرة بن الحارث الأنصاری ممن شهد له النبی ( ص ) بالجنة ، ثابت بن عبد الله الأنصاری ، جبلة بن ثعلبة الأنصاری ، جبلة بن عمیر بن أوس الأنصاری ، حبیب بن بدیل بن ورقاء الخزاعی ، زید بن أرقم الأنصاری شهد مع النبی ( ص ) سبعة عشر وقعة ، أعین بن ضبیعة بن ناجیة التمیمی ، الأصبغ بن نباتة ، یزید الأسلمی من أهل بیعة الرضوان ، تمیم بن خزام ، ثابت ابن دینار أبو حمزة الثمالی صاحب الدعاء المعروف ، جندب بن زهیر الأزدی ، جعدة بن هبیرة المخزومی ، حارثة بن قدامة التمیمی ، جبیر بن الجناب الأنصاری ، حبیب بن مظاهر الأسدی ، حکیم بن جبلة العبدی اللیثی ، خالد ابن أبی دجانة الأنصاری ، خالد بن الولید الأنصاری ، زید بن صوحان اللیثی ، الحجاج بن غاربة الأنصاری ، زید بن شرحبیل الأنصاری ، زید بن جبلة التمیمی ، بدیل بن ورقاء الخزاعی ، أبو عثمان الأنصاری ، مسعود بن مالک الأسدی ، ثعلبة أبو عمرة الأنصاری ، أبو الطفیل عامر بن واثلة اللیثی ، عبد الله بن حزام الأنصاری شهید أحد ، سعد بن منصور الثقفی ، سعد بن الحارث ابن الصمد الأنصاری ، الحارث بن عمر الأنصاری ، سلیمان بن صرد الخزاعی ، شرحبیل بن مرة الهمدانی ، شبیب بن رت النمیری ، سهل بن عمر

- ص 35 -

صاحب المربد ، سهیل بن عمر أخو سهل المار ذکره ، عبد الرحمن الخزاعی ، عبد الله بن خراش ، عبد الله بن سهیل الأنصاری ، عبید الله بن العازر ، عدی ابن حاتم الطائی ، عروة بن مالک الأسلمی ، عقبة بن عامر السلمی ، عمر بن هلال الأنصاری ، عمر بن أنس بن عون الأنصاری من أهل بدر ، هند بن أبی هالة الأسدی ، وهب بن عبد الله بن مسلم بن جنادة ، هانی بن عروة المذحجی ، هبیرة بن النعمان الجعفی ، یزید بن قیس بن عبد الله ، یزید بن حوریت الأنصاری ، یعلى بن عمیر النهدی ، أنس بن مدرک الخثعمی ، عمرو العبدی اللیثی ، عمیرة اللیثی ، علیم بن سلمة التمیمی ، عمیر بن حارث السلمی ، علباء بن الهیثم بن جریر وأبوه الهیثم من قواد الحملة فی قتال الفرس بواقعة ذی قار ، عون بن عبد الله الأزدی ، علاء بن عمر الأنصاری ، نهشل بن ضمرة الحنظلی ، المهاجر بن خالد المخزومی ، مخنف بن سلیم العبدی اللیثی ، محمد بن عمیر التمیمی ، حازم بن أبی حازم النجلی ، عبید بن التیهان الأنصاری ، وهو أول المبایعین للنبی لیلة العقبة ، أبو فضالة الأنصاری ، أویس القرنی الأنصاری ، زیاد بن النضر الحارثی ، عوض بن علاط السلمی معاذ بن عفراء الأنصاری ، عبد الله بن سلیم العبدی اللیثی ، علاء بن عروة الأزدی ، القاسم بن سلیم العبدی اللیثی ، عبد الله بن رقیة العبدی اللیثی ، منقذ بن النعمان العبدی اللیثی ، الحارث بن حسان الذهلی صاحب رایة بکر بن وائل ، بجیر بن دلجة ، یزید بن حجیة التمیمی ، عامر بن قیس الطائی ، رافع الغطفانی الأشجعی ، سالم بن أبی الجعد ، عبید بن أبی الجعد ، زیاد بن أبی الجعد ، أبان ابن سعید بن العاص بن أمیة بن عبد شمس من أمراء السرایا أیام النبی ( ص ) ومن خلص أصحاب الإمام علی ( ع ) . حرملة بن المنذر الطائی أبو زبید ، والمجموع مائة وثلاث وثلاثون .

هذه شریحة أو نماذج من الرواد الأوائل فی التشیع ذکرتهم بدون انتقاء أو اختیار وإنما مررت بکتب الرجال فذکرت منها هذه المجموعة وقد نصت على

- ص 36 -

تشیعهم المصادر التالیة ( 1 ) .

بعد ملاحظة هذه الشریحة من الطبقة الأولى من الشیعة تتضح لنا أمور هامة ، فی موضوعنا أعرضها أمام القارئ الواعی الرائد للحق والموضوعیة ، وإلا فما أکثر من یقرأ ولا یتجاوز مضمون السطور عینیه ، وقد یقرأ أحیانا ولا یرید أن یصدق ما یقرأ مع توفر شرائط الصحة فیما یقرأه ومع وجود الثقة النفسیة بمضمون ما یقرأه ، ولکنه التکوین النفسی والذهنی الذی ینشأ علیه الإنسان منذ الصغر فیکاد یکون غریزة من الغرائز التی یطبع علیها الإنسان .

تعقیب على الرواد من الشیعة هذه الأمور التی ذکرت أنی سأعرض لها تعقیبا على نوعیة الرواد الأوائل هی : أولا : إن هؤلاء الشیعة الذین مر ذکرهم مع أنهم کانوا من الذاهبین إلى أولویة الإمام علی ( ع ) بالخلافة لأنه الإمام المفترض الطاعة المنصوص علیه ومع اعتقادهم بأن من تقدم علیه أخذ ما لیس له ومع امتناع کثیر منهم من البیعة للخلیفة الأول واعتصامهم ببیت الإمام علی ( ع ) مع کل ذلک لم یعرف عن أحد منهم أنه شتم فردا من الصحابة أو تناوله بطریقة غیر مستساغة بل کانوا أکبر من ذلک وأصلب عودا من خصومهم - مما یدل على أن بعض من عرف بظاهرة شتم الصحابة إنما صدر منه ذلک کعملیة رد فعل لأفعال متعددة وسنمر على ذلک قریبا - إنهم مع اختلافهم مع الحکم لم یلجأوا إلى شتم أو بذاء لأنهم یعرفون أن الحقوق لا یوصل إلیها بالشتم ولیس الشتم من شیم الأبطال ، والذی یرید أن یسجل ظلامة أو یشیر إلى حق سلیب فإن طرق ذلک لیس منها الشتم فی شئ ،
 

 

( 1 ) الکامل للمبرد هامش رغبة الأمل ج7 ص 130 ، وأسد الغابة ج1 ص 35 ط أوفست حرف الألف ، وج1 ص 61 طبع دمشق ، وفجر الإسلام ص 267 ، والإستیعاب ج1 ص 280 ، ومدخل موسوعة العتبات المقدسة الفصل الخاص بالشیعة بقلم عبد الواحد الأنصاری . ( * )

 

 

- ص 37 -

وإنما هناک مناهج سلیمة فی الوصول لذلک ، وقد حرص أمیر المؤمنین ( ع ) على تربیة أتباعه على المنهج السلیم ومن مواقفه فی ذلک ما رواه نصر بن مزاحم قال : مر أمیر المؤمنین ( ع ) على بعض من کان فی جیشه بصفین فسمعهم یشتمون معاویة وأصحابه فقال لابن عدی ولعمر بن الحمق وغیرهما : کرهت لکم أن تکونوا لعانین شتامین تشتمون وتبرأون ولکن لو وصفتم مساوئ أعمالهم فقلتم من سیرتهم کذا وکذا ومن أعمالهم کذا وکذا کان أصوب فی القول وأبلغ فی العذر وقلتم مکان لعنکم إیاهم وبراءتکم منهم اللهم احقن دماءهم ودماءنا ، وأصلح ذات بیننا وبینهم واهدهم ، من ضلالهم حتى یعرف الحق من جهله منهم ، ویرعوی عن الغی والعدوان منهم من لهج به لکان أحب إلی وخیرا لکم فقالوا : یا أمیر المؤمنین نقبل عظتک ونتأدب بأدبک ( 1 ) إن هذا الموقف منه ( ع ) لیشعرهم أن الشتم وسیلة نابیة ولیست کریمة ثم هی بعد ذلک تنفیس عن طاقة یمکن الاستفادة منها بادخارها وصرفها فی عمل إیجابی یضاف لذلک أن الشتم مدعاة للإساءة لمقدسات الشاتم نفسه ومن هنا حرم الفقهاء شتم الصنم إذا أدى إلى شتم الله تعالى مستفیدین ذلک من قوله تعالى : * ( وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِینَ یَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَیَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَیْرِ عِلْمٍ ) * 108 / الأنعام .

من أجل ذلک کله کان الشیعة أطهر ألسنة من أن یشتموا وأبعد عن هذا الموقف النابی ولذلک رأینا کثیرا من الباحثین یؤکدون هذا الجانب فی حیاة الرواد الأوائل من الشیعة مع أنهم یثبتون عقیدتهم بتقدیم الإمام علی ( ع ) ومن هؤلاء :
 أ - الدکتور أحمد أمین : یقول عن هؤلاء إنهم قسم المقتصد الذی یرى بأن أبا بکر وعمر وعثمان ومن شایعهم أخطأوا إذ رضوا أن یکونوا خلفاء مع علمهم بفضل علی وإنه خیر منهم ( 2 ) .
 

 

( 1 ) صفین لنصر بن مزاحم ص 115 .

( 2 ) فجر الإسلام ص 268 . ( * )

 

 

- ص 38 -

 ب - ابن خلدون یقول : کان جماعة من الصحابة یتشیعون لعلی ویرون استحقاقه على غیره ولما عدل به إلى سواه تأففوا من ذلک وأسفوا له إلا أن القوم لرسوخ قدمهم فی الدین وحرصهم على الإلفة لم یزیدوا فی ذلک على النجوى بالتأفف والأسف ( 1 ) .

 ج‍ - ابن حجر فی الإستیعاب : یقول فی ترجمة أبی الطفیل : عامر بن واثلة بن کنانة اللیثی أبو الطفیل أدرک من حیاة النبی ( ص ) ثمان سنین وکان مولده عام أحد ومات سنة مائة ویقال : إنه آخر من مات ممن رأى النبی ، وقد روى نحو أربعة أحادیث وکان محبا لعلی وکان من أصحابه فی مشاهده وکان ثقة مأمونا یعترف بفضل الشیخین إلا أنه یقدم علیا إنتهى باختصار ( 2 ) .

وبعد هذه المقتطفات أود أن ألفت النظر أنی خلال مراجعاتی کتب التاریخ لم أر فی الفترة التی تمتد من بعد وفاة النبی حتى نهایة خلافة الخلفاء من عمد إلى الشتم من أصحاب الإمام ، وإنما هناک من قیم الخلفاء وقیم الإمام وحتى فی أشد جمحات عاطفة الولاء لم نجد من یشتم أحدا ممن تقدم الإمام بالخلافة یقول أبو الأسود الدؤلی :

أحب محمدا حبا شدیدا * وعباسا وحمزة والوصیا
یقول الأرذلون بنو قشیر * طول الدهر ما تنسى علیا
أحبهم لحب الله حتى * أجئ إذا بعثت على هویا
بنو عم النبی وأقربوه * أحب الناس کلهم إلیا
فإن یک حبهم رشدا أصبه * ولست بمخطئ إن کان غیا ( 3 )
 

 

( 1 ) تاریخ ابن خلدون ج3 ص 364 .

( 2 ) الإستیعاب ج 2 ص 452 .

( 3 ) الکامل للمبرد هامش رغبة الأمل ج 7 .

 

 

- ص 39 -

یضاف لذلک أنه حتى فی الفترة الثانیة أی فی عهود الأمویین کان معظم الشیعة یتورعون عن شتم أحد من الصحابة ، أو التابعین : یقول ابن خلکان فی ترجمة یحیى بن یعمر : کان شیعیا من القائلین بتفضیل أهل البیت من غیر تنقیص لغیرهم ( 1 ) .

 

( 1 ) وفیات الأعیان ج 2 ص 269 . ( * )